أن تؤمن بالله

في حديث جبريل الشهير الذي رواه عمر بن الخطاب وأبو هريرة رضي الله عنهما أوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أركان الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" والإيمان بالله هو أصل الدين فعليه تنبني باقي أركان الإيمان. ولا نبالغ إن قلنا أن موضوع القرآن الأساسي هو الإيمان بالله؛ فالقرآن إما حديث مباشر عن الله وذاته وأسمائه وصفاته, أو دعوة لعبادته وتوحيده, أو أمر بطاعته ونهي عن معصيته, أو أخبار أهل الإيمان وجزاؤهم في الدنيا والآخرة, أو أخبار أهل الكفر... وقد ذكر الشيخ السعدي في تفسيره لقول الله تعالى "فاعلم أنه لا إله إلا الله..."(محمد:19) أن العلم بالله إقرار بالقلب وأنه لابد من العمل بمقتضى هذا الإقرار. وذكر أيضًا-رحمه الله-: "وهذا العلم الذي أمر الله به -وهو العلم بتوحيد الله- فرض عين على كل إنسان، لا يسقط عن أحد، كائنا من كان، بل كل مضطر إلى ذلك" والمراد بالإيمان بالله: "العلم والتصديق والإقرار أنه سبحانه #موجود, وأنه خالق كل شيء #وربه_ومليكه_ومدبره, وأنه وحده #المستحق_للعبادة, له #الأسماء_الحسنى_والصفات العلى, لا شريك له ...والقيام بمقتضى هذا الإقرار علمًا وعملًا" [العقيدة, السعودي,ص68] وبذلك هناك أربعة قضايا اعتقادية هامة تتعلق بالإيمان بالله عز وجل: 1- الإيمان بوجود الله. 2-توحيد الربوبية. 3-توحيد الألوهية. 4-توحيد الأسماء والصفات. وسنتناول كل منهم على حدة-إن شاء الله...