سلسلة جيل العزة (9) متى نغرس؟-2
تحدثنا سابقًا عن تقسيم مراحل التربية العقدية إلى أربعة مراحل تربوية:
واليوم نستعين الله في الحديث عن المرحلة الثالثة : مرحلة الطفولة المبكرة .
وهذه المرحلة تمتد من سن سنتين بعد الفطام وحتى سن ست سنوات؛ وهي المرحلة التي تسبق التحاق الطفل بالمدرسة.
ويطلق على هذه المرحلة مرحلة التطبيق؛ حيث يسمح نمو الطفل الجسماني الآن بالحركة والمشي والإمساك بالأشياء والركض. كما أن إمكانياته العقلية الآن تسمح له بالكلام والإدراك والفهم. وهذا مما يسهل عملية غرس القيم.
ينضج خيال الطفل كثيرًا في هذه المرحلة مايجعلها بامتياز مرحلة الأسئلة؛ فتكثر أسئلة الطفل في محاولة لفهم العالم الذي يزداد اتساعًا أمامه عن عالمه وهو رضيع.
وتتميز هذه المرحلة في جانبهاالنفسي بكثرة الانفعالات؛ فسريعًا ما تتغير الحالة النفسية للطفل فيضحك ثم يبكي ويغضب؛ وهذا يتطلب من المربي رحمة بالصغير الذي يختبر الحياة ولم تنضج مشاعره بعد فيتقلب بين نوبات غضب أو ضحك . وقدكان نبينا صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالأطفال.
وعلى الصعيد الاجتماعي نجد أن الطفل أصبح اجتماعيًا يتواصل بسهولة مع أفراد عائلته كما أنه يبدأ في تكوين صداقات قصيرة المدى ولكنها تشي باتساع دائرته الاجتماعية.
وتزداد حصيلة الطفل اللغوية . وهنا ننبه على المربي الالتفات إلى فلتات لسانه وحديثه فالطفل يقلد ويكرر ما يسمعه. ويحسن أن نجمل بعض وسائل التربية العقدية في هذه المرحلة التربوية.
أولًاـ: الدعاء سلاح المؤمن؛ وركيزة هامة في التربية؛ لا تنس الدعاء لأطفالك, سرًا وعلنًا؛أسمعهم دعاءك لهم فهذا داع للرحمة والصلة بينكما. وعلمه أن يدعو لنفسه ولأبيه وأمه, علمه كذلك أحوال إجابة الدعاء حتى يعرف أن الدعاء عبادة وليس خاتم سليمان فيشق عليه عندما لا يتحقق ما طلب في دعاءه فيترك الدعاء لأجل ذلك. ويمكن عرض ذلك على الطفل من خلال حكايات واقعية مررنا بها كبالغين فدعونا وكانت الاستجابة فورية, أو تأخرت الإجابة حتى كتبها الله في الوقت الذي يصلح به حال ديننا ودنيانا.
ثانيًا -لمرونة طبع الطفل وسهولة تشكيله في هذه المرحلة وقدرته العالية على التقليد والمحاكاة يمكن أن يبدأ الوالدان في استخدام تقنية التلقين؛ كما لقن النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الصغير عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه فقال له: (يا غلام، سم الله ، وكل بيمينك، وكل مما يليك) [متفق عليه]
ثالثًا:- نبدأ في هذه المرحلة أيضًا غرس قيمة مراقبة الله عز وجل( هيا نصلي ليرانا الله ) (احفظ الله يحفظك) أيضَا نكرر عليه أن الله سميع بصير يرانا ويسمعنا ونشرح له قول الله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسو س به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) ونعلمه أن يستحي من الله فلا يراه الله على فعل يبغضه.
رابعًا- في هذه المرحلة أيضًا يحسن بالأم أن تلفت انتباه الطفل للتأمل في كتاب الكون المفتوح. فنعلمه النظر إلى السماء والتأمل في عظمة خلق الله فيها. ولا مانع من اصطحاب الطفل للأماكن المفتوحة على ساحل البحر أو في بر الصحراء حتى يتمكن من مطالعة النجوم والقمر ونموه. ويمكن بسهولة القيام بنفس المهمة على أسطح المنازل، فنأخذ وجبة خفيفة ونقضي شطرًا من الليل نتأمل بديع خلق الله. ويمكن أيضًا الاعتماد على تربية قط أو طائر أو دجاجة ليتعلم الطفل كيف يحدث التكاثر؟ ما معنى الموت؟ أهمية الغذاء والشراب والنظافة في حياة الكائن الحي؟ كيف علم الله هذه الكانات حماية نفسها.
خامسًا- تعليم الولدان القرآن من شعائر الدين . كما أن غرس الإيمان مقدم على حفظ القرآن. وإن كان حفظ القرآن في هذه المرحلة الذهبية للحفظ بالغ الأهمية يحتاج من الأسرة اقتناص مواهب الطفل وسعة وقته؛ ما يعينه على تقويم لسانه بالقرآن، وملء فراغ قلبه وعقله بكلام الملك ملك الكلام. ويجب أن تكون جلسة القرآن وقتًا محببًا لنفس الطفل، يبتعد فيه المربي عن التعنيف ويعتمد على وسائل الحفظ المعينة على تحبيب القرآن للطفل وارتباطه به، كاستخدام قصص القرآن في تحفيظه, أو استخدام نظام الثوا ب والمكافآت عندما يحقق الطفل إنجازًا اتفقنا عليه فيما يتعلق بالحفظ، كذا استخدام أوراق العمل والتلوين التي تخدم موضوع السورة المحفوظة دون مبالغة أو رسم لآي القرآن. ولئن كان تدبر القرآن وحفظه يشكلان كلاهما جناحي طائر ففي مرحلة الحفظ الذهبية تلك يقدم الحفظ على التدبر وفهم المعاني. ويحسن استخدام رسائل القرآن في التربية؛ فنقول للطفل إذا أردنا أن يفسح مقعدًا لأخيه
سادسًا- في المرحلة السابقة كنا نتلو عليه الأذكار دون مطالبته بتكرارها، الآنيمكن أن نطلب منه في سن التلقين أن يكررها ونعلمه أدلتها ليعلم ثواب ما يقول وأجره ويتعلم أن يتبع الأدلة ويحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علمنا من الدعاء ما فيه خيري النيا والآخرة.
سابعًا:-الرسول قدوة صلى الله عليه وسلم. فيحفظ الطفل كلام رسول الله من الأحاديث قصيرة المبنى عظيمة المعنى, ونذكر له من مواقف السيرة ما يربيه ويعلمه كيف جاهد رسول الله حتى وصل لنا هذا الدين. ونستخدم أيضًا كلام رسول الله وأوامره في تربية الطفل فنقول له رسول الله علمنا تمشيط شعرنا، رسول الله قال نظفوا أفنيتكم، رسول الله أرنا أن نميط الأذى عن اللقمة إذا سقطت على الأرض؛ فتضبط سنة رسول الله سلوكه وتربيه. قصص الأنبياء والمرسلين جميعهم عليهم صلوات الله وسلامه مصدر هام لتعليم الطفل حقيقة الصراع بين الحق والباطل، وأن الأنبياء جميعهم إخوة دينهم واحد. وتبرز في قصة كل نبي قيمة عليا تميز حكايته مع قومه نحتاج أن نشير إليها عند سردها؛ مثل قيمة الأمانة في قصة شعيب، وقيمة العفة في قصة يوسف، وقيمة الصبر في قصة يونس عليهم السلام جميعًا.
ثامنًا: -في هذه المرحلة لا يكن الطفل مكلفًا بأداء العبادات, ولكن من المهم تعويده وحثه عليها، كأن نصطحبه للمسجد إن كان سيحافظ على نظافة المسجد والهدوء فيه، أو اصطحابه لدروس العلم، وكذا تشجيعه على صيام شطرًا من النهار في رمضان. يمكن أيضًا تعليمه الطهارة والوضوء وآداب الخلاء واستخدام المسواك وما يتناسب وسنه من سنن الفطرة. يمكن أيضًا تشجيع البنات على ارتداء الحجاب وجعله مكافأة لها: كأن نقول لها إذا أحسنت التصرف اليوم سأجعلك ترتدين الحجاب مثل مام في زيارتنا للجدة غدًا.
تاسعًا: الإيمان بالغيبيات يسهل علينا تقديمه في هذه المرحلة. فيتعرف الطفل على الملائكة الكرام وعلاقتهم بالإنسان وكيف أنها تدعو لنا وتحب المؤمنين. كما يعرف الطفل الجنة والنار وأن الجنة دار النعيم اعدها الله للمتقين. والنار دار العذاب أعدها الله لمن خال فأمره وعصاه. وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة تحقيق التوازن عند الحديث عن الجنة والنار, فلا نكتفي بذكر الجنة تشجيعًا للطفل دون أن نعلمه ان هناك نارًا ظنًا منا أن ذلك سيحفزه، ولا نبالغ في الحديث عن النار وتهديد الطفل بها، فالطفل- على قول الجمهور –من أهل الجنة ولا يحاسب على أفعاله. ولذا لا يجب أن نهدد الطفل بالنار كما لا يجب أن نخفي وجودها عنه فيتفاجيء عندما يكبر أن الإله الرحيم الودود يعاقب ويحاسب ويعذب.
عاشرًا- القصص وخاصة قصص الحيوان في القرآن وقصص الأنبياء عليهم سلام الله وقصص الصحابة رضي الله عنهم معين لا ينضب ومصدر لتوجيه الطفل وترشيد سلوكه وبناء القيم في قلبه. وكذلك الأناشيد والألعاب الحركية والمسابقات التي يمكن أن تجرى على نطاق الأسرة او في الفصل الدراسي عن أسماء الملائكة رضوان الله عليهم, أو أسماء النبيين وأقوامهم.
تلك عشرة كاملة عن توجيهات للتربية العقدية في مرحلة ما قبل المدرسة نتبعها إن شاء الله بالحديث عن المرحلة التربوية الأخيرة السابقة للمراهقة في لقاءنا القادم إن شاء الله.
- الأولى:مرحلة ما قبل الميلاد
- الثانية: مرحلة المهد
- الثالثة: مرحلة الطفولة المبكرة
- الرابعة:مرحلة الطفولة المتأخرة
واليوم نستعين الله في الحديث عن المرحلة الثالثة : مرحلة الطفولة المبكرة .
وهذه المرحلة تمتد من سن سنتين بعد الفطام وحتى سن ست سنوات؛ وهي المرحلة التي تسبق التحاق الطفل بالمدرسة.
ويطلق على هذه المرحلة مرحلة التطبيق؛ حيث يسمح نمو الطفل الجسماني الآن بالحركة والمشي والإمساك بالأشياء والركض. كما أن إمكانياته العقلية الآن تسمح له بالكلام والإدراك والفهم. وهذا مما يسهل عملية غرس القيم.
ينضج خيال الطفل كثيرًا في هذه المرحلة مايجعلها بامتياز مرحلة الأسئلة؛ فتكثر أسئلة الطفل في محاولة لفهم العالم الذي يزداد اتساعًا أمامه عن عالمه وهو رضيع.
وتتميز هذه المرحلة في جانبهاالنفسي بكثرة الانفعالات؛ فسريعًا ما تتغير الحالة النفسية للطفل فيضحك ثم يبكي ويغضب؛ وهذا يتطلب من المربي رحمة بالصغير الذي يختبر الحياة ولم تنضج مشاعره بعد فيتقلب بين نوبات غضب أو ضحك . وقدكان نبينا صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالأطفال.
وعلى الصعيد الاجتماعي نجد أن الطفل أصبح اجتماعيًا يتواصل بسهولة مع أفراد عائلته كما أنه يبدأ في تكوين صداقات قصيرة المدى ولكنها تشي باتساع دائرته الاجتماعية.
وتزداد حصيلة الطفل اللغوية . وهنا ننبه على المربي الالتفات إلى فلتات لسانه وحديثه فالطفل يقلد ويكرر ما يسمعه. ويحسن أن نجمل بعض وسائل التربية العقدية في هذه المرحلة التربوية.
أولًاـ: الدعاء سلاح المؤمن؛ وركيزة هامة في التربية؛ لا تنس الدعاء لأطفالك, سرًا وعلنًا؛أسمعهم دعاءك لهم فهذا داع للرحمة والصلة بينكما. وعلمه أن يدعو لنفسه ولأبيه وأمه, علمه كذلك أحوال إجابة الدعاء حتى يعرف أن الدعاء عبادة وليس خاتم سليمان فيشق عليه عندما لا يتحقق ما طلب في دعاءه فيترك الدعاء لأجل ذلك. ويمكن عرض ذلك على الطفل من خلال حكايات واقعية مررنا بها كبالغين فدعونا وكانت الاستجابة فورية, أو تأخرت الإجابة حتى كتبها الله في الوقت الذي يصلح به حال ديننا ودنيانا.
ثانيًا -لمرونة طبع الطفل وسهولة تشكيله في هذه المرحلة وقدرته العالية على التقليد والمحاكاة يمكن أن يبدأ الوالدان في استخدام تقنية التلقين؛ كما لقن النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الصغير عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه فقال له: (يا غلام، سم الله ، وكل بيمينك، وكل مما يليك) [متفق عليه]
ثالثًا:- نبدأ في هذه المرحلة أيضًا غرس قيمة مراقبة الله عز وجل( هيا نصلي ليرانا الله ) (احفظ الله يحفظك) أيضَا نكرر عليه أن الله سميع بصير يرانا ويسمعنا ونشرح له قول الله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسو س به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) ونعلمه أن يستحي من الله فلا يراه الله على فعل يبغضه.
رابعًا- في هذه المرحلة أيضًا يحسن بالأم أن تلفت انتباه الطفل للتأمل في كتاب الكون المفتوح. فنعلمه النظر إلى السماء والتأمل في عظمة خلق الله فيها. ولا مانع من اصطحاب الطفل للأماكن المفتوحة على ساحل البحر أو في بر الصحراء حتى يتمكن من مطالعة النجوم والقمر ونموه. ويمكن بسهولة القيام بنفس المهمة على أسطح المنازل، فنأخذ وجبة خفيفة ونقضي شطرًا من الليل نتأمل بديع خلق الله. ويمكن أيضًا الاعتماد على تربية قط أو طائر أو دجاجة ليتعلم الطفل كيف يحدث التكاثر؟ ما معنى الموت؟ أهمية الغذاء والشراب والنظافة في حياة الكائن الحي؟ كيف علم الله هذه الكانات حماية نفسها.
خامسًا- تعليم الولدان القرآن من شعائر الدين . كما أن غرس الإيمان مقدم على حفظ القرآن. وإن كان حفظ القرآن في هذه المرحلة الذهبية للحفظ بالغ الأهمية يحتاج من الأسرة اقتناص مواهب الطفل وسعة وقته؛ ما يعينه على تقويم لسانه بالقرآن، وملء فراغ قلبه وعقله بكلام الملك ملك الكلام. ويجب أن تكون جلسة القرآن وقتًا محببًا لنفس الطفل، يبتعد فيه المربي عن التعنيف ويعتمد على وسائل الحفظ المعينة على تحبيب القرآن للطفل وارتباطه به، كاستخدام قصص القرآن في تحفيظه, أو استخدام نظام الثوا ب والمكافآت عندما يحقق الطفل إنجازًا اتفقنا عليه فيما يتعلق بالحفظ، كذا استخدام أوراق العمل والتلوين التي تخدم موضوع السورة المحفوظة دون مبالغة أو رسم لآي القرآن. ولئن كان تدبر القرآن وحفظه يشكلان كلاهما جناحي طائر ففي مرحلة الحفظ الذهبية تلك يقدم الحفظ على التدبر وفهم المعاني. ويحسن استخدام رسائل القرآن في التربية؛ فنقول للطفل إذا أردنا أن يفسح مقعدًا لأخيه
(إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا)أو نعلمه أنه
(تبارك الذي بيده الملك)فاطلب كل ما تريده من صاحب الملك. ونعلمه
(إن الله يحب الصادقين)
(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)فيسعى في مراضي الله ومحابه.
سادسًا- في المرحلة السابقة كنا نتلو عليه الأذكار دون مطالبته بتكرارها، الآنيمكن أن نطلب منه في سن التلقين أن يكررها ونعلمه أدلتها ليعلم ثواب ما يقول وأجره ويتعلم أن يتبع الأدلة ويحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علمنا من الدعاء ما فيه خيري النيا والآخرة.
سابعًا:-الرسول قدوة صلى الله عليه وسلم. فيحفظ الطفل كلام رسول الله من الأحاديث قصيرة المبنى عظيمة المعنى, ونذكر له من مواقف السيرة ما يربيه ويعلمه كيف جاهد رسول الله حتى وصل لنا هذا الدين. ونستخدم أيضًا كلام رسول الله وأوامره في تربية الطفل فنقول له رسول الله علمنا تمشيط شعرنا، رسول الله قال نظفوا أفنيتكم، رسول الله أرنا أن نميط الأذى عن اللقمة إذا سقطت على الأرض؛ فتضبط سنة رسول الله سلوكه وتربيه. قصص الأنبياء والمرسلين جميعهم عليهم صلوات الله وسلامه مصدر هام لتعليم الطفل حقيقة الصراع بين الحق والباطل، وأن الأنبياء جميعهم إخوة دينهم واحد. وتبرز في قصة كل نبي قيمة عليا تميز حكايته مع قومه نحتاج أن نشير إليها عند سردها؛ مثل قيمة الأمانة في قصة شعيب، وقيمة العفة في قصة يوسف، وقيمة الصبر في قصة يونس عليهم السلام جميعًا.
ثامنًا: -في هذه المرحلة لا يكن الطفل مكلفًا بأداء العبادات, ولكن من المهم تعويده وحثه عليها، كأن نصطحبه للمسجد إن كان سيحافظ على نظافة المسجد والهدوء فيه، أو اصطحابه لدروس العلم، وكذا تشجيعه على صيام شطرًا من النهار في رمضان. يمكن أيضًا تعليمه الطهارة والوضوء وآداب الخلاء واستخدام المسواك وما يتناسب وسنه من سنن الفطرة. يمكن أيضًا تشجيع البنات على ارتداء الحجاب وجعله مكافأة لها: كأن نقول لها إذا أحسنت التصرف اليوم سأجعلك ترتدين الحجاب مثل مام في زيارتنا للجدة غدًا.
تاسعًا: الإيمان بالغيبيات يسهل علينا تقديمه في هذه المرحلة. فيتعرف الطفل على الملائكة الكرام وعلاقتهم بالإنسان وكيف أنها تدعو لنا وتحب المؤمنين. كما يعرف الطفل الجنة والنار وأن الجنة دار النعيم اعدها الله للمتقين. والنار دار العذاب أعدها الله لمن خال فأمره وعصاه. وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة تحقيق التوازن عند الحديث عن الجنة والنار, فلا نكتفي بذكر الجنة تشجيعًا للطفل دون أن نعلمه ان هناك نارًا ظنًا منا أن ذلك سيحفزه، ولا نبالغ في الحديث عن النار وتهديد الطفل بها، فالطفل- على قول الجمهور –من أهل الجنة ولا يحاسب على أفعاله. ولذا لا يجب أن نهدد الطفل بالنار كما لا يجب أن نخفي وجودها عنه فيتفاجيء عندما يكبر أن الإله الرحيم الودود يعاقب ويحاسب ويعذب.
عاشرًا- القصص وخاصة قصص الحيوان في القرآن وقصص الأنبياء عليهم سلام الله وقصص الصحابة رضي الله عنهم معين لا ينضب ومصدر لتوجيه الطفل وترشيد سلوكه وبناء القيم في قلبه. وكذلك الأناشيد والألعاب الحركية والمسابقات التي يمكن أن تجرى على نطاق الأسرة او في الفصل الدراسي عن أسماء الملائكة رضوان الله عليهم, أو أسماء النبيين وأقوامهم.
تلك عشرة كاملة عن توجيهات للتربية العقدية في مرحلة ما قبل المدرسة نتبعها إن شاء الله بالحديث عن المرحلة التربوية الأخيرة السابقة للمراهقة في لقاءنا القادم إن شاء الله.
تعليقات