القاعدة الأولى: استعيني بالله ينتفع منك

من أول الآيات التي تهتم المربية بتحفيظها لطفلها آيات سورة الفاتحة والتي
منها:
"إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"
وقبل أن تعلمي طفلك الاستعانة بالله وجب أن تتعلميها أنت أولًا وتطبقيها في
شئون حياتك كلها
والاستعانة بالله هي طلب العون والإعانة منه سبحانه، فالعبد عاجز عن أي شيء دون
عون الله. ولذلك علمنا رسول الله أن نقول " لا حول ولا قوة إلا بالله"....
فالقوة كلها بالله وحده، نعترف بعجزنا وضعفنا. ولا نملك من أمر نفسنا شيئًا
ومن أول قواعد التربية أن تتبرأي عزيزتي من حولك وقوتك، فالكتب الكثيرة
التي قرأتيها في التربية والمحاضرات التي أنفقت الكثير من الوقت والمال
لحضورها، لن تستفيدي بكلمة منها ولن تنتفعي بها إلا أن يشاء الله عز وجل.
فالمعان من أعانه الله عز وجل، هو سبحانه الملك يملك قلوب أبنائك، وهو القدير
القادر على عونك ومددك وتسخير قلوبهم، وهو الهادي سبحانه يهديهم سواء
السبيل بها من كتب ومحاضرات وندوات، هي نفسها اللحظة التي يكل الله فيها أمرك لنفسك، وحينها تسقطين بلا عون
الله ومدده؛ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه فيقول:
"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفةعين"
الله وحده هو من يعينك على تطبيق ما تعلمتيه، الله وحده هو من ييسر لك الطريق
ويشرح صدور أبنائك.
وقد كتب الحسن إلى عمر بن العزيز : لا تستعن بغير الله ، فيكِلَكَ الله إليه .
كيف نستعين بالله إذن؟ الاستعانة عبادة قلبية، فلا يمتليء قلبك إلا بالثقة في
الله عز وجل ولا يعتمد إلا على العون. واعلمي أن الأدوات والوسائل والقصص
والمحاضرات وغيرها من أدوات التربية ما هي إلا أسباب، وهو سبحانه مسبب هذه
الأسباب.
وعلى ذلك تتحقق الاستعانة بأمرين؛ أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى،
والإيمان بأن النفع والضر بيده ، وأنه مالك الملك ومدبر الأمر، ما شاء كان
وما لم يشأ لم يكن، وأنه سميع عليم وقريب مجيب، فيستعين به راجياً إعانته.
والآخر: بذل الأسباب التي هدى الله إليها وبينها ، فيبذل في كل مطلوب ما أذن
الله تعالى به من الأسباب. وهذان الأمران أرشد إليهما النبي بقوله:
((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)) رواه مسلم
القاعدة الثانية: تعلمي قبل أن تتكلمي

يقولون فاقد الشيء لا يعطيه.... وأقول أن العبارة تحتاج تفصيلًا؛ ففاقد المشاعر قد يعطيها، قد تكون
أبًا حنونًا عاش طفولة قاسية...
ولكن فاقد العلم لا يعطيه.....
لن يتعلم منك ابنك معاني التوحيد وأنت لا تعرفيها، لن تتمكني من غرس
معاني أسماء الله وآثارها في قلبه وأنت لم تتعلميها.
ماذا تعرفين عن اسم الله الصمد؟
ماذا تعرفين عن علامات الساعة؟
لا يليق بك كمسلمة قبل أن تكوني مربية أن تجهلي معاني التوحيد وقيمه.
قبل أن تتكلمي مع طفلك عن ربه ونبيه يجب أن تتعلمي.
#تعلمي_قبل_أن_تتكلمي
#تعلمي حتى لا تقولي لطفلك (ربنا في كل مكان)
#تعلمي حتى لا تقولي لطفلك (ربنا يزعل منك)
#تعلمي حتى لا تقولي لطفلك (لا يا حبيبي الرسول طبعًا ما كانش أُمِّي،
كان بيقرأ ويكتب)
#تعلمي حتى تتمكني من الإجابة عن أسئلته عن ذات الله عز وجل وأفعاله
#تعلمي لتعلميه قيمة العلم عن الله
#تعلمي_لأن_فاقد_العلم_لايعطيه
#تعلمي_يُتعلم_منكِ
القاعدة الثالثة: اعملي.. يُقتدى بكِ

من المهم توظيف معاني التوحيد خلال الحياة اليومية...
ولذلك كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم كتابًا مفتوحًا لتقتدي به
ونتعلم منه، وأدق تفاصيل حياتنا ورد فيها نص...
#علميه
#علميه معنى التوكل على ربه وأنت تحفظيه أذكار الخروج من المنزل:
باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله....
#علميه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا بأن يكون شعرنا حسنًا
وثوبنا حسنًا....
#علميه أن يكون محمدًا قدوته، فلا تقولي له (كل زي الناس- البس زي
الناس..) وتنسين رب الناس... ملك الناس...إله الناس...
#علميه أن الله خلقنا لنعبده وأن صلاتنا ونسكنا ومحيانا ومماتنا لله
رب العالمين...
فيدرس إرضاءً لله لا (عشان ما ازعلش منك) ولا (عشان ماضربكش)
فالخوف والرضا لا يستحقهم إلا رب العالمين.
على قدر توقيرك أنت للنبي واتخاذه قدوة ستكون تربيتك لطفلك على
العقيدة سلسة وغير متكلفة.
على قدر تطبيقك لمعاني التوحيد في حياتك سيتشربها ابنك دون توجيه
مباشر...
القاعدة الرابعة: أخلصي .. يُبارك لكِ

أمرنا الله عز وجل أن تكون حياتنا كلها له وحده فقال سبحانه
"قل إن صلاتي ونُسُكِي ومَحْيَاي ومَمَاتِي لله رب
العالمين..."
فمحيانا كله لله، سكناتنا وحركاتنا، وتربيتنا لأبنائنا وقيامنا
على شئون حياتهم كله خالصًا لله...
نشتري لهم الثياب والطعام ليكون مالنا الذي أنفقناه عليهم خير
مالنا نبتغي به وجه الله ؛ لا ليكونوا (أرقى) من أولاد فلان،
ولا (أنظف)من أبناء فلانة!
نعلمهم ونختار لهم المدارس ونلحقهم بالنوادي الرياضية ابتغاء
مرضاة الله ليكونوا مسلمين نافعين لدينهم، لا لأن (ابن فلانة
يدخل لغات وابني أنا لأ؟) أو (ابن فلان لازم يلعب في نادي كذا
ماهو مش أقل من ابن س و ص).....
أعلمه الصلاة وأحببها في الحجاب طاعة لله لا لأجل (بنتي
أنننااا ماتلبسش الحجاب!)
حين قَص علينا القرآن قصة مريم ابنة عمران، ذكر لنا طرفًا من
خبر أمها :
"إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررًا
فتقبل مني إنك أنت السميع العليم"
... لم يرد في القرآن اسم امرأت عمران وإنما كان التنويه على
شرف ما فعلت. فالعبرة بالنوايا والإخلاص وليست العبرة بمن ربى
ومن أنجب.
علمتنا امرأة عمران أن يكون هدفنا في التربية هو أن يكون غرسنا
[محررًا] ...
محررًا من الدنيا، محررًا من أسر الدنيا وقيودها إلى حرية
العبادة الرحبة...
محررًا من أثقال الدنيا، يعيش فيها مستخلف ولكنه غير منشغل بها
ليست هي بزينتها أقصى طموحاته... في يده وليست في قلبه...
ولأنها أخلصت لله بارك الله لها في مريم :
"فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتًا حسنًا وكفلها
زكريا.."
كانت مخلصة في قصدها...مخلصة في دعائها...أنبت الله مريم
نباتًا حسنًا ورباها نبيّ، سخر الله لها نبيًّا ليربيها لها.
أخلصي لله في غرسهم، عبدي قلبك لله وحده، ولا تُعبدي قلوبهم
لغير الله.
القاعدة الخامسة: ادعي يلان لك

بعد أن استعنتِ بالله وتعلمتِ لتعلمي وعملتِ ليقتدى بك وأخلصتِ ليبارك لكِ
حان وقت الدعاء
#ادعي_يُلان_لكِ
الدعاء سلاح المؤمن...ودعاؤك أيتها الأم لولدكِ مُستجاب. لا يحتاج منك انتظار وقت إجابة، ولا تحين الوقت بين الأذان والإقامة...
لماذا نقرأ في التربية؟ ونحضر الدورات ونغفل عن الدعاء... والعاجز هو من عجز عن الدعاء....
بيدك سلاح يشرح لك صدورهم... بيدك سلاح يبعد عنهم ما تخافينه عليهم... بيدك سلاح يحوطهم بعناية الله ورحمته ... بيدك سلاح يهديهم ويحفظهم ويقر عينك بهم..فلم تغفلي عنه؟ ولَم تستشعرين صعوبته...
اجعلي لهم نَصِيبًا من دعائك في السجود..خذي بالأسباب واطلبي العون على تربيتهم من رب الأسباب...
ولا تنسي أن تُسميعهم طرفًا من دعائكِ... وما أعجب هذه الطريقة... إذ تنشرح صدورهم وتبتسم شفاههم حين يسمعون دعاءك، ويسعون لتحقيق هذا الدعاء الذي سمعوه (يا رب اهدي ابني حبيبي واصلحه)، ثم يتعلمون منك أهمية الدعاء فيقتدون بك ويدعون الله في سائر شئونهم....
القاعدة السادسة: اصبري يصلح لك

آ خر قاعدة في #قواعد_في_الغرس_العقدي
#اصبري_يُصلح_لكِ
#اصبري عليه
لا تتوقعي منه الكمال ولا تتوقعي من نفسك الكمال...
اصبري على نفسك, وعلى إعادة تشكيلها كأم ومربية ومستمعة, مهمة التربية جديدة عليك, لم تعهد إليك من قبل.
مجرد حضورك لدورات التربية ودراستك لأدوات التحكم في الغضب لن يجعل منك أمًا هادئة....
بل الأمر يحتاج -بالإضافة للاسعانة بالله--تدريبًا ومثابرة, لن تتغيرطباع شخصيتك بين عشية وضحاها...
ولكي تصبري على ابنك وعلى غرسك فيه يجب أن تعرفي.
المعرفة مفتاح أساسي من مفاتيح الصبر...
إذا علمتٍ نمط شخصية ولدك, ستعذريه وتتقبلي سمات شخصيته وتقدريها....
ستتقبلي نوبات غضبه... ستتقبلي حركته واكتشافه للأشياء
إذا علمت الأجر الذي ينتظرك عند صبرك عليه ستصبري
ففي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ».
اصبري في استعانتك بالله
اصبري في تعلمك عن الله
اصبري في عملك بما تعلمت
"واصبر وما صبرك إلا بالله....."
تعليقات